نفقه الاولاد والوالدين
نصل الآن إلى الجزء الرابع والأخير من سلسلة مقالات حقوق الزوجين وآثار عقد الزواج في النظام السعودي، حيث نسلّط الضوء على موضوع دقيق يمس واقع كل أسرة:
النفقة على الأولاد، الوالدين، والأقارب — كما ورد في المواد 58 إلى 66 من نظام الأحوال الشخصية السعودي.
* نفقة الدم…
عندما يفرض النظام الرحمة كواجب لا خيار!
في أحد اللقاءات القانونية المفتوحة التي تنظمها شركة المعصم للمحاماة، طرح أحد الحاضرين سؤالًا أثار اهتمام الجميع:
“إذا الأب ما ينفق على أولاده، والأم ما عندها دخل، مين يتكفل فيهم؟ وهل أقدر أطالب بالنفقة بعد فترة؟”
ابتسم المستشار وقال:
“سؤال وجيه، لأن النفقة ليست فضلًا من الأقرباء، بل واجب نظامي مُلزِم على كل قادر، ولها قواعد دقيقة… دعني أشرح لكم ذلك.”
أولاً: نفقة الأولاد – المادة 58
الأب هو المسؤول الأول عن نفقة أولاده، حتى لو كانوا في حضانة أمهم.
✔️ يجب أن يكون الولد عديم المال، والأب:
- موسر أو قادر على الكسب.
ويستمر الإنفاق:
- للذكر حتى يبلغ سنًّا يقدر فيه أمثاله على الكسب.
- وللأنثى حتى تتزوج.
ثانيًا: ماذا لو امتنع الأب عن الإنفاق؟ – المادة 59
قال أحد الحضور:
“طيب لو الأب ما يصرف، أو غايب، والأم معسرة؟”
رد المستشار:
“في هذه الحالة، يُنفق من يجب عليه النظام، وقد تكون الأم إن كانت موسرة، أو غيرها من الأقارب،
ثم يُعتبر ما أنفق دينًا على الأب إن كان المنفق قد نوى الرجوع عليه.”
❗ لكن: لا تُسمع دعوى الرجوع بأكثر من سنة سابقة لرفع الدعوى.
ثالثًا: عند وفاة الأب أو إعساره – المادة 60
إذا توفي الأب أو لم يُعرف له مال أو كان معسرًا، تنتقل النفقة إلى من يرثه من أقاربه الموسرين، كلٌ بحسب نصيبه في الميراث.
رابعًا: أجرة الرضاعة – المادة 61
قالت إحدى الأمهات:
“أنا طلقت، وطفلي عمره شهر… هل لي أجر على إرضاعه؟”
أجاب المستشار:
“نعم، إذا لم تُرضعه الأم لأي سبب، أو لم تعد زوجة للأب،
فيلتزم الأب بأجرة إرضاعه خلال أول عامين من عمره.”
خامسًا: نفقة الوالدين – المادة 62
على الأولاد الموسرين أن يُنفقوا على والديهم غير الموسرين،
حتى لو كانا قادرين على الكسب، بحسب نصيبهم في الإرث منهم.
سادسًا: هل يمكن للابن أن يرجع على إخوته؟ – المادة 63
إذا أنفق أحد الأولاد على والديه دون نية الرجوع، فلا يحق له مطالبة إخوته.
لكن:
- إذا نوَى الرجوع وقت الإنفاق، فله ذلك، بشرط:
- ألا يُطالب بما يزيد على 180 يومًا قبل رفع الدعوى.
سابعًا: نفقة الأقارب – المادة 64
كل من كان مستحقًا للنفقة وليس قادرًا على التكسب،
يُلزم أقاربه الموسرين – حسب درجاتهم في الإرث – بالإنفاق عليه.
ثامنًا: التزاحم في الإنفاق – المادة 65
إذا لم يستطع من عليه النفقة تغطية الجميع، يُقدّم في الترتيب:
- الزوجة.
- الأولاد.
- الوالدين.
- ثم الأقارب الأقرب فالأقرب.
تاسعًا: سقوط نفقة القريب – المادة 66
تسقط النفقة إذا:
- مرت المدة دون إنفاق.
- ولم يكن هناك من أنفق بنية الرجوع.
- ولا تُسمع الدعوى بما يزيد عن 180 يومًا سابقة.
رسالة المعصم: لا دم أحق بالرحمة من دم القربى… ولكنها رحمة ملزمة لا مجاملة
قال المستشار وهو يسلّم نسخة مبسطة من النظام لأحد الحضور:
“في زمن أصبحت القضايا الأسرية تُحل في ساحات القضاء، لا بد من وعي قانوني يُذكر كل أب، وأم، وابن، بأن النفقة ليست تفضّلًا… بل التزام نظامي واضح، وشركة المعصم للمحاماة على استعداد لتكون صدى صوت كل مستحق للنفقة.”
هل ترغب بالمطالبة بنفقة؟ أو تواجه دعوى نفقة من أحد أقربائك؟
شركة المعصم للمحاماة تقدّم لك الدعم في:
- المطالبات القضائية بالنفقة للأبناء أو الوالدين.
- تمثيل المنفقين الراغبين في الرجوع.
- الطعن في دعاوى النفقة غير المستحقة.
- واتساب وجوال: +966560240125
- البريد الإلكتروني: yasser83620@gmail.com
شركة المعصم للمحاماة – نُعيد التوازن للأسرة، حيث لا يُهمَل فيها صغير ولا يُرهق فيها كبير.
نبدأ الآن في سلسلة جديدة حول الطلاق وأحكامه وأنواعه وآثاره في نظام الأحوال الشخصية..