قانون الأسرةنظام الاحوال الشخصيه

الحضانه في النظام السعودي

حضانة الأطفال بعد الطلاق في نظام الأحوال الشخصية السعودي

مع تزايد حالات الطلاق في المجتمع، تبرز أهمية تسليط الضوء على موضوع حضانة الأطفال، خاصة في ظل نظام الأحوال الشخصية السعودي الذي أقر بالمرسوم الملكي رقم (م/73) بتاريخ 6/8/1443هـ. يهدف هذا النظام إلى تنظيم الأحكام المتعلقة بحضانة الأطفال بما يحقق مصالحهم ويضمن استقرارهم.

نظام الحضانة الجديد

قبل تطبيق النظام الحالي، كانت قضايا الحضانة تعتمد على أحكام الشريعة الإسلامية وتقدير القاضي وفقًا لمصلحة الطفل. ومع صدور نظام الأحوال الشخصية، أُدرجت تنظيمات أكثر وضوحًا في الفصل الثاني من الباب الرابع، من المادة (124) إلى المادة (135)، حيث تضمنت الشروط والأحكام التي تنظم عملية الحضانة.

شروط الحضانة

حدد النظام عدة شروط يجب أن تتوفر في الحاضن، منها:

  1. كمال الأهلية والعقل: أن يكون الحاضن بالغًا عاقلًا.
  2. القدرة على التربية والرعاية: يجب أن يكون الحاضن قادرًا على توفير بيئة آمنة ومستقرة.
  3. الخلو من الأمراض المعدية الخطيرة: مثل الإيدز والسل، لضمان صحة الطفل.
  4. عدم الزواج من أجنبي عن الطفل: بالنسبة للمرأة الحاضنة، إلا إذا رأى القاضي خلاف ذلك لمصلحة الطفل.

ترتيب مستحقي الحضانة

إذا توفرت الشروط السابقة، يكون الترتيب كالتالي:

  1. الأم.
  2. الأب.
  3. أم الأم.
  4. أم الأب.
  5. قرار القاضي بناءً على مصلحة الطفل.

سن الحضانة

حدد النظام ثلاث مراحل عمرية:

  1. دون 15 عامًا: تكون الحضانة وفق الترتيب أعلاه.
  2. من 15 إلى 18 عامًا: يُخيَّر الطفل بين الأبوين.
  3. 18 عامًا فأكثر: تنتهي الحضانة، ويحق للطفل اختيار مكان الإقامة.

حالات سقوط الحضانة

تسقط الحضانة عن الحاضن في الحالات التالية:

  1. فقدان أحد شروط الحضانة.
  2. بلوغ الطفل 18 عامًا.
  3. الانتقال إلى مكان يضر بمصلحة الطفل.
  4. زواج الحاضنة من أجنبي.
  5. عدم المطالبة بالحضانة لمدة تزيد عن سنة دون عذر مقبول.

دور القاضي في قضايا الحضانة

يتمتع القاضي بسلطة تقديرية كبيرة لضمان مصلحة الطفل، حتى في الحالات التي تُخالف النصوص الصريحة، كالإبقاء على حضانة الأم المتزوجة من أجنبي إذا كانت مصلحة الطفل تقتضي ذلك.

الخلاصة

يتسم نظام الأحوال الشخصية السعودي بالمرونة والحرص على تحقيق مصلحة الطفل كأولوية قصوى في قضايا الحضانة. ومن المهم أن يدرك الآباء والأمهات أن الهدف الأساسي هو ضمان استقرار الأطفال ونموهم في بيئة آمنة ومستقرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى